تعريب قوالبنا للبلوجر

طريقة تركيب قالب بلوجر

Powered by Blogger.

المتابعون

Wednesday, January 16, 2013

الإحتفال عند أوشو


في أي مكان وفي كل مكان
بأيّ طريقة وفي كلّ حال
دَع كل شيء وارقص
أرقص مع النجوم… تمايل مع النسيم
أرقص مع القمر، مع الشمس، مع الأشجار
أرقص فالرقص مُعدٍ… أرقص، سترقص الطبيعة معك
أرقص تحت المطر حين يغسل الشجر 

Tuesday, January 15, 2013

تنهيدة إمرأة

سمِعَ الكون تنهيدةً حزينةً اكتَسَت بالزَّفَرات من قلب أنثى مجروحة بعمق، ارتدَت عباراتها ثوب العَبَرات خانَ كرامتها الرجل… تآمَرَت على أحاسيسها ومشاعرها، على ذكائها وإبداعها وغرائزها القوانين، وشرائعٌ بالجهل شُرِّعَت، وبالتعَصُّبِ سُخِّرَت خِدمةً لمصالح الذّكَر، فقادتها وسارَت بها نحو قصرٍ ظاهرُه فاخِر والمقصَد من وراء بنائه فاجِر… قصرٌ خزائنُه تملؤها الجواهر… دخَلَتْهُ منذ قرون، ومنذ ذلك اليوم لم تخرج منه… خذَلَت حريتها وكسرَت كبريائها أنظمة الحريات والعدالة إنها المرأة ومن المرآة صيغَت الحروف لتصبح إمرأة.

Saturday, January 12, 2013

ماذا أفعل حيال مشاعري البائسة؟

     

                                                                                                                                                     

   تريد مشاعر ساحرة

        

ولا تريد مشاعر بائسة عن التصنيف توقَّف … عن التصنيف فقط توقَّف … ثم شاهِد تريد متعة ولا تريد  ألماً الطاقة ليست سوى طاقة الألم والمتعة كلاهما ذات الطاقة الألم هو الطاقة وهي مُتقلِّصة والمتعة هي الطاقة وهي متمَددة لحظات تقلُّص الطاقة تشعرها على أنها ألم … تشعر بذاك الجزء من جسدك متوتراً، فهو يحمل من الطاقة المُكثَّفة، الكثير الطاقة ليست سوى طاقة .. هي صديقتك لا تٌصَنِّف إذاً إبدء بتوقُّفٍ عن التصنيف لحظة تصنيفك لها هي لحظة عدائك لها … هي لحظة خَلْقِك مسافة بينك وبينها أنظُر لها كصديق فالطاقة التي لا تُعَبِّر عن نفسها هي طاقة متوترة تدخل عضَلَك وتبقى مُختبئة هناك… متوترة ساعد تلك العضلة على أن تتنفَّس وسوف تُحرِّرها وبتحريرها تتحول متعة حقيقة الأمر أنها صديقتك المُختبِئة هي رصيدك وكنزك الذي فيك فلماذا تقوم بتصنيفها؟ أول ما تقوم به كباحثٍ عن الحق هو، المشاهَدة ما هي لحظة المُشاهَدة والشهادة؟ حينما تعلو وتعلو وتعلو وتعلو وتعلو وتعلوحينما تصل لذاك العلُوّ والسمُوّ وقد أصبح كل شيء صامتاًأنت في حال من اللاعقل، أعلى من العقل ببساطة الآن، شاهِد ما يدّعي أنه ألمك، بصمت وتلك الطاقة … نقطة الشهادة تلك، ستعبُر إلى كيانك وتمدّ جسور الوِد معهستتفتّح كالسِّحرأنت تستدعي الشافي  … الشاهِد … إتّصِل به وانوَصِلإنه النّفَس بين النّفَس .. إنه الكلّي … المشاهَدةهذا ما يُسَمّى بالشهادة البشر العادية تظنّ المراقبة هي مشاهدة زوجة الجيران مشاهدة ومراقبة حسابات الآخرين في البنوكهذه ليست بمشاهَدة ولا مراقبة إنما الشهادة حالة من سمُوّ الطاقةهي أنت وأنت على قمم جبال مشاهَدَتك وأنت على تلك القِمَم يختفي الألم يتحلَّل ويُحَوِّل طاقته لمتعةوعندها لا تقول… آآآآهٍ إنها المتعة الآنشاهِد فقط ستُحَوِّل الطاقة طريقها نحو الشاهِد الذي يُشاهِد إنك وفي اللحظة التي تُحدِّد بها نفْسك في متعةٍ أو ألم، تسجن نفسك داخل إحداها فتنعزل بها دون سواها شاهِد فقط لا تتوه في قلب إحداها وأنت على قمة سمُوَّك، والمتعة جنْبَك، شاهِد فقط طاقة المتعة ستتحوَّل لحالاتٍ أعلى وأسمى فالنشوة والمتعة ليست الحالة الوجودية المُطْلَقة … بل هو الشاهِد المُراقِب لا يعرف الألم … المُراقِب لا يعرف المتعة هو ببساطة شاهدٌ صامت فإن منَحتُك المتعة طوال الوقت، لسوف تتعب من المتعة نفسها لذا، فلتتذكر من جديد المتعة هي الطاقة تسري الألم هو الطاقة توقَّفَت عن الجريان المراقبة … المشاهدة … تتجاوز كلاهما لا تخشى الألم لا تتوه في المتعة شاهِد فقط … دون تصنيف لكن العقل يُشَوِّشني ويتدخّل من جديد…. عُد من جديد … عُد من جديد … عُد من جديد العقل هو العقل التشويش هو التشويش الشاهِد هو الشاهِد الغيوم تجري … هذا تشويش وهناك حال السماء وهي زرقاء العقل، هو الغيوم تجري. التشويش هو التركيز على الغيوم التي تجري. الغيوم تُسَبِّب اضطراب، لكن هذا عمَلها لماذا أنت في حربٍ مع الغيمة؟ هذا معناه أن الغيمة أصبحَت هوِيَّتك وشخْصَك حينما يأتيك التشويش … شاهِد فقط دَع التشويش يتابع عمَلَه السيارات تعبُر وتمُرّ … شاهِد زحمة السّيْر إنك وفي اللحظة التي تقول فيها (أنا مُشَوَّش)، تكون قد تُهت وسط زحامَك حينما تسمو وتعلو أنت تصل لحال من اللاعقل، فإن كان هناك تشويش، دَعهُ يُشَوِّش… تجَرَّد عنه فكم من الوقت سيستمرّ في التشويش عليك؟ لا تقُل سوى، حسناً حسناُ حسناً… سوف يدَعكَ وشأنك كلما قلتَ بأن هذا تشويش … سيزداد قوة أكثر وأكثر، فأنت تمنَحه طاقة، أنت توجِّه انتباهك له، أنت تقدِّم له طعامه تنحّى جانباً، لا تتدخل … لا تحكُم … شاهِد فقط

الحكيم سوامي راجنيش
ترجمة من قلب بشار

التأمّل الديناميكي


هذا واحد من أنواع التأملات الكثيرة الموضوعة من أجل تنقية جسم الإنسان وفكره وجعله أكثر صحة ووعياً وسعادة... 
يستغرق التأمل الديناميكي حوالي الساعة وله خمس مراحل. ويمكنك القيام به بمفردك، لكنه أكثر قوة وفاعلية عندما تكون ضمن مجموعة. 
وهو تجربة فردية تماماً، لذلك عليك أن تنسى وجود الآخرين من حولك، وأن تُبقي عينيك مغلقتين خلاله، ويمكن استخدام قماشة لعَصْب العينين. 
كما يُفضّل أن تكون المعدة خاوية، وأن ترتدي ثياباً واسعة ومريحة. 
"في هذا التأمل عليك أن تكون متيقّظاً واعياً في كل لحظة، مهما كنتَ تفعل... 
ابقَ شاهداً ولا تضيع عن ذاتك.... بينما تتنفّس قد تنسى... قد تتوحّد كثيراً مع النفَس المتحرّك وتنسى الشاهد على الأحداث، لكنك بهذا تضيّع المطلوب... 
تنفّس بأكبر سرعة وعمق ممكنين، واجلب كامل طاقتك إلى النفَس، لكن ابقَ شاهداً دوماً.... راقب ماذا يحصل وكأنك مجرّد مشاهِد للتلفاز الداخلي، كما لو أن كل ما يحدث يحدث لشخص آخر، كما لو أن كل الأمور تحدث في الجسد لكن الوعي متمركز في ذاته ويراقب ما حوله... 
هذه المشاهدة الداخلية يجب أن تحافظ عليها في المراحل الثلاث الأولى... وعندما يتوقف كل شيء، في 
المرحلة الرابعة، عندما تصبح عديم الفاعلية ومتجمّداً تماماً، عندها سيصل هذا الوعي المتيقّظ إلى قمته." 

المرحلة الأولى: 10 دقائق 
تنفّس فوضوياً عبر الأنف، مركّزاً على الزفير دائماً، والجسد سيقوم بالشهيق تلقائياً. يجب 
 .أن يدخل النفَس إلى أعماق الرئتين
 .إجعل نفسك سريعاً قدر المستطاع مع التأكد من بقائه عميقاً
 .قم بهذا بأسرع ما تستطيع، وبعدها زد السرعة حتى تصبح أنت النفَس
واستخدم تحرّكات جسمك الطبيعية لكي تساعدك على بناء طاقتك وزيادتها تدريجياً، وحافظ  
على هذه الطاقة في هذه المرحلة




 .المرحلة الثانية: 10 دقائق
 .انفجر!!! عبِّر عن كل شيء تحتاج لرَميه خارجك
تحرّك بمنتهى الجنون… اصرخ، ابكي، اقفز، ارقص، هزّ جسمك، غنّي، اضحك،
... ارمي بجسمك هنا وهناك كما تريد
لا تحبس أي شيء داخلك، وأبقي جسمك يتحرك بكامله.
قد يساعدك بعض التمثيل في البداية، لكن بعدها لا تسمح لفكرك بأن يتدخل بما يجري… قم بحركاتك من أعماق ذاتك واجعل قلبك يغرق تماماً فيها



المرحلة الثالثة: 10 دقائق
اقفز للأعلى رافعاً ذراعيك، وأنت تصرخ مانترا: "هووو! هووو! هووو!" بأقصى عمق تستطيع  إعطاءه للصوت
وكلما هبطتَ على الأرض، على أسفل قدميك، دع الصوت يطرق مقام الجنس في أعماقه. اقفز بكل ما لديك من طاقة، حتى تستنفذها بكاملها







المرحلة الرابعة: 15 دقيقة 
توقف فوراً !!!!!! تجمّد تماماً في أي مكان كنت، وفي أي وضعية تجد نفسك. لا ترتّب وضع 
جسمك أبداً
فأي حركة صغيرة أو سعلة ستبدّد تدفّق الطاقة وتضيع كل جهودك
كن شاهداً على كل ما يحصل لك هنا 







المرحلة الخامسة: 15 دقيقة

ابتهج وارقص وعبّر عن امتنانك للكون والحياة… واحمل فرحك معك خلال النهار بكامله

إذا كان مكان تأملك يمنعك من إصدار الضجيج، تستطيع القيام بهذا البديل الهادئ
بدلاً من رمي الأصوات للخارج، دع الصراخ في المرحلة الثانية يخرج من خلال تحرّكات الجسم. وفي المرحلة الثالثة، يمكن ترديد الصوت "هووو" داخلياً بصمت. 




ما أهمية التأملات النشيطة؟


لقد أصبح الإنسان الحديث ظاهرةً جديدة بحدّ ذاته، فلم يعد بالإمكان استخدام أية طريقة تقليدية مثلما كانت من أيام زمان، لأن الإنسان الحالي لم يكن موجوداً حين ظهورها، ولذلك أصبحت جميع الطرق التقليدية ميتة وبعيدة كل البعد عنا...
لقد تغيّر تركيب الجسم تغيراً كبيراً... وتخدّر كثيراً بحيث لم تعد تنفع أية طريقة تقليدية...
وأصبح الجو بكامله صناعياً وملوثاً: الهواء، الماء، المجتمع وظروف الحياة، ولم يعد أي شيء طبيعياً... حتى منذ لحظة الولادة يبدأ الطفل بالاحتكاك بالمواد الصناعية والأفكار الصناعية أيضاً... لذلك أقول أن الطرق التقليدية عديمة الفائدة الآن، وعلينا تغييرها وفقاً للحالة الراهنة.
شيءٌ آخر: لقد تغيّرت نوعية العقل والفكر بشكل جذري...
ففي أيام "باتانجالي" الذي كان أشهر معلم في اليوغا منذ ألوف السنين، لم يكن مركز شخصية الإنسان ومحور وعيه متمثّلاً بالرأس أو الفكر، بل كان القلب... وقبل ذلك العهد لم يكن القلبَ أبداً، بل كان أخفض وأعمق من ذلك، قريباً من السرّة... أي صلة الأرحام...
أما الآن فلقد ابتعد مركز الحياة كثيراً عن السرة، وأصبح الفكر المتضخّم هو المركز المسيطر...
أنت لستَ بحاجة إلى أية طريقة للتأمل! ولا إلى أية تقنية أو مانترا أو وضعيّة! بل فقط تحتاج إلى الفَهم والاستيعاب وتوسيع وعيك وإدراكك...
لكن إذا كان هذا الفهم لفظياً كلاميّاً فقط، فكريّاً سطحياً فقط، فلن يتغيّر أو يتحوّل أي شيء فيك،
وسيتحول الأمر مجدداً إلى عملية تجميع للمعلومات والمعارف الجزئية.

طرق التأمل التي تجدها في هذا الباب هي طرق عشوائية تماماً ومتنوعة، لأن الطريقة الفوضوية مفيدة جداً من أجل دفع مركز حياتك نزولاً من الفكر المستفحل...
ولا يمكن دفع المركز أبداً وإبعاده عن الفكر باستخدام طريقة نظامية، لأن النظاميّة بحد ذاتها هي من عمل الفكر والمخ... فمن خلال الطريقة النظامية سيقوى الفكر، وسيسحب عقلك مزيداً من الطاقة...
أما من خلال الطرق العشوائية يتم إلغاء الدماغ تماماً، فلا يبقى له شيء ليعمله خلالها... هنا يتوقّف الفكر فتدخل في حال الذّكر والعطر...
الطريقة ستكون عشوائية جداً ومضطربة كأمواج البحر الهائج، لكي تجعل المركز يندفع تلقائياً من الفكر إلى القلب... من الفكر المشوّش إلى القلب منبع الحب ومسكن الرب...
إذا قمتَ بالتأمّل الديناميكي مثلاً بقوّة ودون تنسيق، بصورة فوضوية مجنونة دون سيطرتك، فسيتحرّك مركز حياتك إلى قلبك، وستحدث عندها عملية التخلّص من جميع الانفعالات والعقد والطاقات السلبية التي تحملها معك منذ لحظة الولادة وحتى الآن...
وأنت تحتاج إلى التخلّص من الانفعالات لأن قلبك مقموعٌ جداً من قِبل فكرك!!
لقد استغل فكرك قسماً كبيراً من كيانك فأصبح مُسيطِراً عليك بالكامل... ولم يعد هناك مجال للقلب، فتمّ كَبت وظيفته... ومات الحب والعشق والحق...
إنك لم تضحك ولا مرّة من أعماق قلبك! لم تعش أبداً انطلاقاً من القلب... ولم تقم بأي شيء إرضاءً له!.... الفكر يتدخّل دائماً لكي يُنظّم ويرتّب، ليجعل الأشياء قابلة للحساب والتجارة، وبهذا يُقمَع القلب...
ولذلك في بداية الطريق: تحتاج إلى طريقة فوضوية لتحريك مركز وعيك من الفكر باتجاه القلب...
وبعد ذلك، تحتاج إلى التخلّص من انفعالاتك لتحرير القلب من أعبائه ولرَمي الأشياء التي تكبته وتقتله، ولجعل قلبك مفتوحاً للفرحة والحياة...
وإذا أصبح القلب خفيفاً دون أعباء، سيتم دفع مركز الوعي إلى مكان أعمق من ذلك، وسيقترب من السرة... مركز السر والسّور والأسرار...
السرة هي مركز الحيوية... هي صلة الأرحام، المركز الأساسي الذي يتطور منه الجسد والدماغ وكل شيء في كيان الإنسان...
هذه الطريقة الفوضوية هامة جداً... والطرائق النظامية لن تساعد الآن، لأن الفكر سيستخدمها كأداة خاصة به... ولن يساعدك مجرد ترديد الأناشيد الدينية والأذكار في هذا الزمان: لأن القلب يحمل أعباءً كبيرة لدرجة أنه لا يستطيع أن يتفتّح ويتناغم مع هذه التراتيل الجميلة...
يجب دفع الوعي للأسفل إلى المصدر، إلى الجذور...
وعندها فقط ستظهر إمكانيّة التحوّل الحقيقي وتفتّح الزهور وإطلاق العطور، وهذا هو هدف الطرق الفوضوية التي أتكلّم عنها...
عندما تمر بحالة فوضى يتوقف الدماغ عن العمل... فمثلاً، إذا كنتَ تقود سيارة وفجأة اندفع شخص ما أمامك، ستتفاعل بشكل سريع جداً بحيث لا يمكن أن يكون الدماغ هو الذي سبّب هذا الانفعال، فالدماغ يستغرق وقتاً لكي يعمل، يفكّر ماذا يجب أن يعمل وماذا يجب ألا يعمل...
ولهذا حالما تظهر إمكانية حصول حادث: تضغط على الفرامل في الحال، وتشعر بإحساسٍ غريب قريب من سرّتك، كما لو أن معدتك هي التي تقوم بردّة الفعل!
لقد دُفعَ وعيك للأسفل إلى السرة بسبب الحادث...
لو كان بالإمكان حساب الحادث سلفاً، لكان الدماغ قادراً على التعامل معه، لكن في لحظة الحادث يحدث شيء مجهول تماماً، وبعدها تُلاحظ أن وعيك قد تحرّك إلى السرة.
إذا سألتَ حكيماً من حكماء "الزِّن": من أين تُفكّر؟
فسوف يضع يديه على بطنه!!!
عندما اتصل الغربيون بالحكماء اليابانيين لأول مرة، لم يستطيعوا فهم هذا:
"ما هذا الهُراء!! كيف تستطيع أن تفكّر من بطنك؟؟"
لكن جواب ذلك الحكيم كان ذا معنى عميق جداً....
يستطيع الوعي أن يستخدم أي مركز من مراكز الجسم الثلاثة، والمركز الأقرب إلى المصدر الأصلي للطاقة هو السرّة.... أما الدماغ فهو الأبعد عن ذلك المصدر، ولذلك إذا كانت طاقة الحياة تتدفق إلى الخارج: سيصبح الدماغ مركز الوعي، أما إذا كانت طاقة الحياة تتدفق إلى الداخل: ستصبح السرة هي المركز.
الطرق الفوضوية ضرورية لدفع الوعي إلى جذوره، لأن عملية التحويل مُتاحة من الجذور فقط، وإلا سوف تستمر بالكلام النظري الفارغ ولن يكون هناك أي تحوّل...
لا يكفي فقط أن تعلم ما هو الشيء الصحيح وتعتقد به... عليك أن تحوّل وتُغيّر الجذور، وإلا فلن تتغير وتتطور أبداً... وعندما يعرف أحدهم الشيء الصحيح، ولا يكون باستطاعته عمل أي شيء حياله، سيصبح متوتّراً بصورة مضاعفة!
يفهم، لكنه لا يستطيع القيام بشيء...
إن الفهم يصبح ذا معنى فقط عندما يأتي من السرة.... من الجذووووور....
إذا كنتَ تفهم من دماغك فقط، فهذا الفهم لا يحوّل شيئاً!
لا يمكنك إدراك الله ومعرفته من خلال الدماغ، لأنك عندما تقوم بعملك من خلال الدماغ تكون في تناقض وصراع مع الجذور ومنبع الروح التي قد أتيتَ منها...
مشكلتك بكاملها هي أنك ابتعدتَ عن السرة...
لقد أتيتَ من السرة كجنين وعبرها تموت وتنتقل إلى السماوات والبرازخ، فعليك أن تعود إلى الجذور، لكن العودة صعبة وشاقة....
إن الطرق التقليدية فيها سحر وإغراء لأنها قديمة جداً وقد وصل كثير من الناس إلى الحكمة والاستنارة ومعرفة الله بواسطتها...
وهي ربما أصبحت غير مناسبة لنا، لكنها كانت مناسبة تماماً للأنبياء والحكماء القديمين... ولقد كانت تلك الطرق فعّالة ومفيدة جداً.
قد تكون الآن عديمة المعنى والجدوى، ولكن لأن الحكيم بوذا مثلاً قد حقق الكثير من خلالها، تجد أن لها إغراءً يجذبك إليها، ويشعر المتمسّك بالتقاليد: "إذا حققَ بوذا هدفه واستنارته من خلال هذه الطرق، فلماذا لا أستطيع أنا كذلك؟"
لكننا في حالة مختلفة تماماً الآن... فقد تغيّر الجو بكامله وتغيّر محيط الأفكار أيضاً...
كل طريقة فعّالة من أجل حالة معيّنة، من أجل فكر محدد، ومن أجل شخص محدد...
لكن انتبه: إن حقيقة أن الطرق القديمة لم تعد تعمل، لا تعني أنه لا يوجد طرق أخرى مفيدة، بل تعني فقط أن الطرق بحد ذاتها يجب أن تتغيّر...
وكما أرى الحالة الراهنة، لقد تغيّر الإنسان الحديث كثيراً بحيث أصبح يحتاج إلى طرق وتقنيّات جديدة جداً...

ملاحظة حول هذه التقنيات:
ننصحكم بعدم القيام بأكثر من تقنية واحدة في نفس الفترة... بل يمكنكم اختيار تقنية أو اثنتين وواحدة أفضل، والاستمرار بها لمدة أسبوع على الأقل، ثم الانتقال إلى تجربة تقنية أخرى إذا رغبتم...

Friday, January 11, 2013

دربُ الحُب


في محيط محبتك الواسعة...
كيف تختفي جميع الشكوك والظنون؟
في نار محبتك الساطعة...
كيف يحترق الخجل والخوف والجنون؟
في أشعة محبتك اللامعة... 
كيف تتبخر إدانة الذات وتتحطم الشجون؟
ما هو سر الحب وأبعاده.... 
وما هي أسرار القلب العاشق المفتون؟
يا نور الحياة الحنون....
الحب هو أقوى حل وتحويل، أقصر وأسرع سبيل... 
الحب أعمق عِلم لإزالة أي ألم عند أي عليل...
إذا أحببتِ... ستجتمع طاقتك بكاملها وتتركز في نقطة واحدة... 
نقطة تحرق كل الفضلات الداخلية، وتُشعل نار الفرح ونور السعادة في كل خلية... كيف تحدث هذه العملية؟
إن الشك يحتاج إلى طاقة... الخجل، الخوف، لوم الذات وإدانتها... كلها تحتاج إلى طاقة... فإذا كنتِ لا تحبين، في حالة رفض للحب ولغة القلب، ستستمر كل تلك الأشياء بالعيش على حسابك لأنك أنت تُغذينها بالطاقة... وتستمر حياتك من مرض إلى مرض بمنتهى الحماقة.

عندما تحصل معجزة الحب في جوهر قلبك، ستندفع جميع تلك الطاقات المبَدّدة المشتتة وتتوجّه كلها إلى الحب، تماماً مثلما تندفع جميع الأنهار من كل درب، لتلتقي في المحيط الواسع الرّحب...
هكذا يبقى الشك فارغاً... والشك دون طاقة يصبح ميتاً هامداً... 
طاقتك هي التي تُبقيه على قيد الحياة.
الخوف والخجل وإدانة الذات... جميعها تحتاج إلى طاقة منك... تحتاج إلى دعمك ومساندتك... على المستوى السطحي تعتقدين أنك تريدين التخلّص منها، لكن في الأعماق الخفية أنت من يدعمها، وإلا لما وُجد أيٌّ منها... 
إنها طفيليات تحتاج إلى مضيفها لكي تعيش وتستمر.
الحب يأخذ طاقتك بكاملها، فلا يبقى منها أي شيء لأي شيء آخر...
العشق لا يحدث ببطء ورِفق... إنه يأتي كالفيضان متدفقاً دَفق...
العشق يستولي على كامل كيانك، ولذلك يختفي كل شيء فيك غير مُوجّه إلى الحب النابض في وجدانك.
هذه ظاهرة بسيطة جداً بطريقة ما، ليس عليك إلا أن تفهمي أن للحب قوةً مغناطيسية جاذبة لا يمكن للشك أو الخوف أو إدانة الذات أن تمتلكها أبداً.
الحب هو حقيقة وجودك وجوهر حياتك... 
أما باقي تلك الأشياء فقد أتت من خارج ذاتك...
الشكوك التي تغرقين فيها وتُصيب الكثيرين قد صُنعت من قِبل الناس الذين يُعطونك المعتقدات الجامدة ويُبرمجونك... إذا لم يكن لديك أي معتقد فلن يكون لديك أي شك... هل فكّرتِ بهذا من قبل؟
في إحدى المدارس الصغيرة كانت المعلمة تشرح للأولاد الصغار عن الصفات المطلوبة للدخول إلى الجنة وملكوت الله... وقد شرحت بجميع الطرق الممكنة لجعل التلاميذ يفهمون الموضوع:
ما لم ترمي الخطيئة والفاحشة والزنى والسيئات وتتخلى عنها كلها فلن تستطيع الدخول إلى الجنة.
وبعد الشرح سألت الجميع: "والآن، هل تستطيعون إخباري ما هو المطلوب للدخول إلى الجنة؟"

رفع ولد صغير يده، وذلك الولد من النادر جداً أن يجيب على الأسئلة، ولم يكن يُبادر أبداً بالإجابة من تلقاء نفسه، لكنه هذه المرة رفع يده الصغيرة...
فرحت المعلمة كثيراً به وقالت: "نعم... ما هو المطلوب للدخول إلى الجنة يا شاطر؟"
قال الصغير: "في البداية، عليك أن ترتكب الخطيئة وتزني وتعمل السيئات."
قالت المعلمة: "عليك أن ترتكب الخطيئة؟؟؟؟! لقد كنتُ أحاول على مدى ساعة كاملة أن أعلّمكم أن عليكم التخلي عن الخطيئة، وأنت الآن تقول أن عليك ارتكاب الخطيئة؟؟!!"
قال الولد: "لكنني إذا لم أرتكب الخطيئة والسيئات كيف أستطيع أن أرميها وأتخلّى عنها؟ ودون الاستغناء عن الخطيئة لن يستطيع أحدٌ دخولَ الجنة... لذلك أولاً: ارتكب الخطيئة، وبعدها ارمِها ثم إدخل إلى الجنة!"
لقد ظهر الشك لأنك كنتِ ولا زلتِ تُجبَرين على الاعتقاد والإيمان... 
دون أي فهم لعلوم وقوانين الأبدان والأديان... 
فهبط مستوى الإنسان... وأصابت الصدوع كل البنيان...
لو لم يُعطى أي نظام معتقدات إليك لما كان لديك أي شك... فمثلاً: 
ما نجده اليوم من مسلمين، مسيحيين، هندوسيين، يهود...... معظم هؤلاء متدينين ظاهرياً، رغم إيمانهم لكنهم جميعهم لديهم شكوك حول الله، لأنهم قد بُرمجوا وشُفروا منذ طفولتهم على أن الله موجود.... لم يكتشفوا شيئاً بذاتهم، ليس لديهم أي دليل أو إثبات، لا يوجد أي شيء مُقنع أو شاهد عيان، وهم أنفسهم لا يشعرون بأي شيء من الله أو الألوهية...
المُعتقد يخلق الشك عندهم ويبدؤون بالصراع والقتال وإثبات وجود الله والدفاع عنه وعن الدين وتكفير الآخرين وتعظيم المستغلّين... لكن هناك بعض الأديان مثل البوذية، الطاوية، اليانية، التي الله ليس معتقداً فيها، أي ليس جزأً من الدين... وهذه ليست مقارنة بين الأديان، لكن لتوضيح النقطة المقصودة...
لم أصادف أي بوذي أو يانيّ يشك بوجود الله... كيف يمكنك أن تشك إذا لم تكن تؤمن؟؟؟
نعم يبدو الأمر غريباً لكنه ليس بغريب..
الاعتقاد أو الإيمان هو جهد مبذول لإخماد وكبت الشك عندك.... لهذا تحت أي معتقد تجدين تياراً خفيّاً جارياً من الشك....
لكن إذا لم يكن هناك أي نظام معتقدات فلن يوجد أي مكان يمكن للشك أن يظهر وينمو فيه...
سألتُ إحدى الفتيات الصغيرات من القبائل البدو... وهم أناس بسطاء يعيشون عراة بحياة طبيعية بسيطة جداً... قلتُ لها:
"كيف تعيشون حياتكم وهل لديكم أي دين أو نبي؟"
فأجابتني جايا، فتاة التسع سنوات وعيونها تبرق بالنور:
"لم ننسى الله حتى يرسل لنا نبي"...
في دول مثل روسيا والصين وغيرها كدول شيوعية، حيث لا يوجد أي جنة أو نار، لا أحد عنده أي شك... كان أحد أصدقائي يزور الاتحاد السوفياتي السابق وهو بروفيسور في إحدى الجامعات، دفعه الفضول وسأل أحد الأولاد الصغار بينما كان يمشي في الحديقة: "ما هي فكرتك عن الله، وعن الجنة والنار؟"
ضحك الصبي وقال: "في الماضي، عندما كان الناس جهلاءً، اعتادوا أن يؤمنوا بمثل هذه الأشياء، والآن لا يوجد أي أحد يبالي بها أبداً... إنها جزء من تاريخ ميت"
ذلك الصبي لا يشك أبداً، بل إنه نقي ونظيف تماماً من الشك ومن الإيمان...
المعتقدات تصنع الشك والارتياب...
لقد درّبوك منذ نشأتك على أن تشعري بالخجل من هذا وذاك...
أنت غير مقبولة أبداً على فطرتك وطبيعتك البسيطة... ولهذا يتواجد الخجل...
ومع الخجل يأتي الخوف... الخوف من أنك قد ترتكبين شيئاً خاطئاً... 
قد تضلين الطريق... قد يفوتك القطار مع أنه لا يوجد أي قطار ولا توجد أي إمكانية لتفويته!
جميع الأديان الآن ومن زمان، ليس لها علاقة بالأنبياء والحكماء والعلماء الأتقياء... عبارة عن تجارة وطوائف تتحكّم بالإنسان، لذلك كلها تعيش على الخوف... يجعلون جميع الأطفال الأبرياء خائفين جبناء.. ويصبح الخوف هو المناخ النفسي المسيطر على كيانك وذاتك وحياتك... لهذا لن تقومي بأي عمل من كل قلبك... وستترددين دائماً، ما إذا كان ما أقوم به صحيح أم لا؟... ما إذا كان سيقودني إلى الثواب أم العقاب؟... ما إذا كان سيقرّبني من الله أم سيُبعدني عنه؟.... كل خطوة تمشينها مليئة بالخوف... ولهذا كانت الأديان ولا زالت قادرة على استغلالك واستغلال معظم الناس.
الإنسان الخالي من الخوف لا يمكن أن يُستغل... إنه يعيش حياته وفق نوره الخاص به... لديه نمط حياة خاص غير مستعار، غير مُعطى من قبل شخص آخر...
لم يقبلك أي أحد كما أنت... ولأن كل شخص أرادكِ أن تصبحي شخصاً آخر مختلفاً عن ذاتك، أصبحتِ تدريجياً كالآخرين: تُدينين نفسك وتلومينها وحتى تضربينها:
إنني دائماً فاشلة، غبية لا أتعلم من أخطائي، لا أستحق المحبة، بشعة المنظر... لا أحقق أهدافي وسهامي التي أطلقها تخطئ هدفها دائماً.
هناك قصة قديمة عن ملك عظيم كان رامياً محترفاً للسهام... واعتاد واعتقدَ أنه لا يوجد أي رامي سهام يُضاهيه...
بينما كان مسافراً في عربته الذهبية البهيّة ذاهباً لمقابلة ملك آخر، وإذ به يمرّ في قرية صغيرة فيندهش كثيراً... وشعرَ لأول مرة أنه: 
"ربما هناك رامي سهام أعظم مني في هذه القرية الصغيرة ولم أسمع به من قبل".. لأن الملك رأى على كل شجرة وكل سياج عدةَ سهام تماماً في منتصف الدائرة... يبدو أن هذا الرامي لم يفوّت أي دائرة وكان دائماً يصيبها في مركزها.
أوقف الملك موكبه واستفسر سائلاً الناس: "من هو رامي السهام هذا؟"
وبدأ الناس يضحكون... قال الملك: "لماذا تضحكون؟ إنني أحب رماية السهام وأريد أن أكافئ هذا الرجل، لأنني كنتُ أعتقد أنني أعظم رامي سهام في العالم... أحياناًَ أخطئ الهدف، لكنني هنا أرى على كل شجرة سهماً مغروساً في وسط الدائرة المرسومة تماماً"
أجاب الناس: "إننا نضحك لأنك لا تعرف الموضوع... رامي السهام هذا هو الأبله في هذه القرية"
قال الملك: "أبله؟... هذا الأمر لا يهم... لكنه رامي سهام عظيم... فقط اجلبوه إلى هنا"
أجاب الناس: "إنك لم تفهم... هذا الأبله يرمي سهمه في البداية ثم يذهب ويرسم دائرة حول السهم وهذه ليست رماية! لكنه سعيد دائماً، وأي شخص يمر بهذه القرية لا بد أن يسأل عن هذا الأبله دون أن يسأل عن أي شخص آخر!... رمايته الغريبة العجيبة قد غطّت المدينة بكاملها، لأنه طوال اليوم ليس لديه أي عمل سوى هذا... لا يوجد أي هدف، أينما يصيب سهمه تراه يذهب ويرسم دائرة حوله ولهذا تجد سهمه في المركز دائماً... 
لهذا أيها الملك، أكمل طريقك ولا تهتم به، إنه مجرد أبله معتوه ليس أكثر.
لقد كنا نقول له: إذا أردتَ أن تصبح رامي سهام فتعلّم فن الرماية.. فأجابنا: 
وما المقصود المطلوب من هذا؟ رامي السهام يستطيع إصابة منتصف الدائرة، والأمر لا يهم، ما إذا كانت الدائرة مرسومة قبل الرمي أو بعده... لكن سهامي أنا دائماً في المنتصف!"
مجمتعاتنا المحترمة تُدين الجميع دون استثناء... كائناً مَن كنتَ، رئيساً أم مرؤوساً، أميراً أم فقيراً، لن تكون مقبولاً أبداً... ودائماً سيُطلب منك شيء أفضل، وغيره وغيره... تدريجياً... ستصلك عدوى مرض: إدانة الذات.
لكن الحب يا محبوبة هو معجزة المعجزات... إذا حدثَ وكنتِ مأخوذةً به بكلّية تامة سيأخذ كل الطاقة من الخوف، من إدانة الذات، من الشك، من الحزن، من البؤس والكآبة والاكتئاب، ومن النق والقلق والأرق وكل العلل والأمراض...
وبمجرّد أن تُسحب الطاقة بعيداً عن هذه الأفكار والمفاهيم، ستتحول كلها إلى جثث ميتة وستفقد سيطرتها عليكِ.... لهذا أقول لك:
الحب هو المفتاح الذهبي للتحويل والتبديل... لكنه يجب ألا يكون حباً ظاهرياً عادياً... يجب ألا يكون صغيراً جداً بحيث يستطيع الشك أن يعيش بجواره، وتعيش معه إدانة الذات والبؤس والكراهية، لأن حبك الصغير هذا لن يحتاج إلا قليلاً من الطاقة....
على الحب أن يكون عشقاً يعصف بكامل حياتك ومماتك...
وفي اللحظة التي يشكّل فيها حبك معظم حياتك وقلبك وقالبك... 
يتحول الحب إلى صلاة...
بالنسبة لي لا يوجد أي صلاة إلا الحب الذي يستهلكك بكاملك، بحيث لا يمكن لأي شيء آخر أن يتواجد داخلك... الحب يحتاج إلى كامل الساحة والمساحة، فعليكِ رمي كل الفضلات والأنتيكات خارج بيتك الداخلي...
كان أحد الشيوخ الكبار يصلّي في الصحراء على سجادته المخملية... وبينما كان يصلّي وإذ بامرأة راكضة لتلاقي حبيبها العائد تدهس بقدمها على حافة السجادة...
بعدما انتهى الشيخ من صلاته، تابعَ خطوات المرأة ولحقها ثم قال لها غاضباً:
"لقد دهستِ على سجادتي ودنّستي طهارتها بينما كنتُ أصلي قبل قليل!"
فأجابت المرأة: 
"آسفة... كنتُ بانتظار حبيبي الغائب... لقد كنتُ أنا مع رجل ولم أنتبه لك... وأنت، كيف كنتَ مع الله وانتبهتَ لي؟!!"
الحب الأصيل هو الصلاة الوحيدة... 
هو الصّلة الأصيلة الحقيقية الوحيدة الواحدة.
والمسيح على حق عندما قال ويقول: "الله هو المحبة".... لكن هناك تحسيناً بسيطاً ضرورياً على القول، لأنه عبر ألفي سنة بقي هذا القول كما هو... والأقوال والأحاديث لا تنمو لوحدها مع تطوّر الوعي، فعلينا أن نغيّرها ونعطيها أبعاداً أعلى وأسمى...
يقول المسيح: "الله هو المحبة".... أود أن أقول لك: "المحبة هي الله"
وهنا لن ترين اختلافاً كبيراً على مستوى السطح لكن هناك اختلاف عظيم...

"الله هو المحبة" تدلّ ضمنياً على أن الله يمكن أن يكون عدة أشياء أخرى أيضاً، وأن الحب ليس كماله واكتماله، قد يكون الحق، الحقيقة، العدالة، العظيم، القوي، الكلي الوجود، المراقب المحاسب لكل شيء.... الحب لا يستهلك كامل كيانه، بل الحب صفة من صفاته... 
لكنك إذا غيّرتِ القول إلى: "المحبة هي الله" عندها سيصبح الله صفةً من صفات المحبة....
والمحبة ليس لها أي صفة أخرى........
الحب هو التجربة الوحيدة على الأرض التي ليست من هذه الأرض...
التي ليست من هذا العالم... التجربة الوحيدة التي تستطيع إعطاءك طعماً تجاوزياً من الأبعاد والأسرار والعوالم...
الله لا يمكن إثباته لأنه صفة من صفات الحب، 
لكن الحب يمكن أن يُثبت.....
الحب لا يمكن أن يُثبت بالمنطق فحسب.... 
بل يمكن أن يُعاش، ويرقص فيه كل قلب......
وعندما تعيشين الحب سوف تعرفين معارف العارفين....
شيءٌ مقدّس مبارك سيدخل في كيانك مخترقاً عمرَ السنين....
لم تعودي الآن إنساناً عادياً ميت الروح والوجدان....
شيءٌ ما فيك وفي وعيك قد اخترقَ الإنسان والزمان....
هذا الاختراق والتجاوز... 
طعمُ هذه الخمرة اللذيذة... 
هو الإثبات والدليل الوحيد الأصيل... لشيء قد سماه الناس: الله... 
إنني شخصياً أفضّل أن أستخدم كلمة "الألوهية" لأن كلمة الله "GOض" تبدو ميتة جامدة دون معنى، وكأنه لا توجد أي إمكانية للنمو والسمو في "الله".... من كثرة استخدام الجهلاء للكلمة دون أن يعيشوها ويشعروا بأبعادها... 
كأن الله قد وصلَ إلى نقطة النهاية وتوقّفَ الموضوع....
أما الألوهية فهي صفة نوعية... صفة متحركة كتدفق النهر... ويمكن أن تصبح أكثر فأكثر فأكثر.... لا داعي لأن تُحدد وتعلّب....
"الله" محدود... الألوهية لا نهائية أبعد من أي حدود...
ولأن الألوهية هي نوعية، فأنت لا تحتاج لعبادتها.. بل تحتاج لتطويرها فيك وتنميتها...
ليس عليك أن تبني أصناماً للألوهية لأنك لا تستطيع... 
ولن تستطيع أن تصل إلى الألوهية مباشرة لأنها صفة من صفات الحب....
لا شيء حقيقي إلا الحب... وما عداه كل شيء هو ناتج ثانوي عنه... يمكنك أن تنسي كل شيء عن الله وعن المعابد والأديان المنظمة المهدّمة.
لم يتجرأ أي أحد على نكران وجود الحب...
هناك حوالي نصف سكان العالم ينكرون وجود الله والرب... 
لكن لا يوجد أي شخص ينكر وجود الحب...
ولأن الحب شيءٌ كامن في القلب... 
يمكنك أن تُحييه وتُنمّيه....
وعندما يصل إلى تفتح أزهاره... 
عندما يأتي الربيع ليملأ الأزهار بالشذى...
ستعرفين ما هي الألوهية...
الألوهية ليست إلا خيال الحب الذي يتبعه أينما ذهب....
لقد قِيل لكم أن تفعلوا أشياءً غريبة: "أحبوا الله!"... والله مجرد صفة من صفات الحب.... إنني لا أستطيع قول شيء غبي كهذا: "أحبوا الله".... 
بل فقط أستطيع أن أقول: 
الله أقرب إليك من حبل الوريد...
أحب، وسوف تجد الله.....
أحب، وسوف يجدك الله.....
أحب، وعندما ينضج حبك سيتحول إلى شيء مقدس...
يتجاوز مستوى البشر والزمان إلى مستوى الأبد والرحمان....
المقصود هنا ليس موضوع اعتقاد... أنت لا تستطيع الإيمان بالله، ولا داعي لأن تؤمن بالحب، لأنك تستطيع اختباره في كل درب...
في معبد الحب... في صمت المعبد وفنائه... 
في رحابه المعطّرة الطاهرة ونقائه...
هناك تقيم الألوهية وتشعّ في سمائه...
لكن جميع الأديان كانت ولا تزال تعطي أفكاراً مشوِّشة ومُتوّهة للبشرية بصورة غريبة... وإلا لكان الدين أمراً بسيطاً جداً... 
دين الرحمة والفطرة واليُسر...
تماماً مثل الغناء والرقص أو عزف الموسيقى وكتابة الشعر....
يجب أن تكون الأولوية الأولى للحب، وتستطيع نسيان كل شيء عن الله، لأنه سوف يحدث من تلقاء ذاته إذا نجحتَ بملئ فنجانك... لا بل بجعله يفيض ويغدق بالحب....
وإلا، فتستطيع الاستمرار بالإيمان والإيمان والإيمان.... البارحة وصلتني نكتة صغيرة:
ما هي الأسباب الثلاثة التي تثبت أن المسيح كان يهودياً؟
أولاً: كان عمره 33سنة ولا يزال يعيش مع أمه!
ثانياً: كان يؤمن بأن أمه عذراء!!
وثالثاً: كانت أمه تؤمن بأن ابنها هو الله!!!
دع "الماماوات" اليهوديات يؤمنون بأن أبناءهم آلهة، لكن سواءٌ باعتقاد وإيمان شخص آخر أو إيمانك أنت لا يمكن اكتشاف الله أبداً...
أريدك أن تفهمي الموضوع بدقة وعمق:
إن الله ليس بشخص، الله مجرد حضور...
عندما يفيض الحب ويغدق بغزارة ويفور... 
سيحيطك ويحميك من حولك كهالة من النور...
لن تستطيعين الإمساك به، لكن تستطيعين الإحساس به...
هذا الحضور يحوّلك من عالم البشر الفاني إلى عالم الأبدية الخالد...
سينقلك من كل أنواع الأكاذيب التي كانت ولا تزال الأديان تبشّر وتنشر بها على مدى الزمان... ويوصلك إلى الحقيقة الوجودية العارية التي تجمع الأرض والسماء وتوحّد الإنسان والأكوان...

 
لقد صار قلبي قابلاً كلّ َ صورة ٍ...
...فمرعى لغزلان ٍ ، ودير ٍ لرهبان ِ
وبيت ٍ لأوثان ٍ وكعبة طائف ٍ...
...وألواح توراة ٍ ومصحف قرآن ِ
أدين بدين الحب أنى توجهت ْ...
...ركائبه ، فالحب ديني وإيماني

أنت شعلة من النور والوعي



وستبقى شعلة سواء أدركتَ هذه الحقيقة أم لم تدركها...
لكن إذا لم تسعى...
وبـ"السعي" لا أقصد ما يفهم في العادة...
أقصد بالسعي، أنك إذا لم تقم ببذل جهد صغير لتتذكر باستمرار مَن أنت، ستبقى شعلة لكن دون تجسيد واشتعال.
ما فائدة وجود مصباح في بيتك إذا كان مغطى بغطاء من القماش؟
لا يستطيع إظهار نوره الذي صنع من أجل إظهاره...
ونسياننا لحقيقة أنفسنا هي غطاء سميك فوق نورنا....
لا يسمح للشعلة بالاشتعال والبريق...
ولا يسمح لأحد أن يراها ويختبر دفأها...
إذا لم تدرك هذه الحقيقة، لا يمكنك تحقيقها أو الوصول لها...
الإدراك والإنجاز متشابهان ومتطابقان...
والإدراك غير مطلوب والإنجاز غير مطلوب...
لستَ بحاجة إلا لصمتٍ عميق يمكنك فيه إيجاد ما هو مصدر نورك وحياتك.

ترجمة و فيض من علاء السيد

خريطة للحجّ




                             كل شخص قد سلك طريقاً داخل نفسه لا يمكنه أن يترك أي أثر لخطواته...
                              وهذا مستحيل!... لأن العالم الداخلي عند كل شخص مميز جداً...
                                             ولا يمكنك أن تتبع خطوات أحد      

                                 وإذا تبعتَ خطوات شخص ما فلن تصل إلى نفسك أبداً
                       خريطة بودا لن تساعدك... ولا خريطة أي مسيح أو حكيم أو نبي...
لا يمكنك أن تتبع أي طريق أو خريطة حرفياً، لكن الخرائط قد تساعدك بطريقة غير مباشرة: قد تلفت نظرك إلى بعض الأشياء داخلك،                    
                                                         بطريقة غامضة نوعاً ما....
                                                           يمكن للخريطة أن تعطيك ثقة كبيرة
"نعم، هناك عالم كامل داخل نفسي، لا يوجد شك في وجوده، لأن الكثير من الناس لا يمكن أن يكذبوا... بودا، المسيح، زرادشت، لاوتسو، مهافيرا، محمد، كريشنا... هؤلاء الناس الجميلين لا يمكن أن يكذبوا... لا يمكن أبداً أن يكونوا في مؤامرة، لماذا؟ ...لم يعيشوا مع بعضهم في نفس الزمن، بل في عصور مختلفة وبلدان مختلفة، بالرغم من هذا تجدهم كلهم يتحدثون تقريباً نفس اللغة..."
                           لكن لا يمكنك اتباع الخريطة حرفياً لأن العالم الداخلي عندك فريد بذاته....
                         كل شخص مميز جداً... لدرجة أنه عليك اكتشاف نفسك لوحدك طوال الطريق...
                                                  ولهذا مطلوب منك شجاعة كبيرة....
                                                   هذه هي أعظم مغامرة في الحياة
                                               ومبارك مَن يستمرّ على هذا الممر...
                                                                                                                                           


                                                                                                                   
                                                                      ترجمة و فيض من علاء السيد
                                                                                                             

                                                    أوشو : دائما أفكر أني أحببت شخصا ما

تأمل للمبتدئين

تأمل للمبتدئين

نصائح في التأمل

 نصائح في التأمل


Thursday, January 10, 2013

أوشو راجنيش

dfsdgdf

التأمل

التأمل