تعريب قوالبنا للبلوجر

طريقة تركيب قالب بلوجر

Powered by Blogger.

المتابعون

Tuesday, January 15, 2013

تنهيدة إمرأة

سمِعَ الكون تنهيدةً حزينةً اكتَسَت بالزَّفَرات من قلب أنثى مجروحة بعمق، ارتدَت عباراتها ثوب العَبَرات خانَ كرامتها الرجل… تآمَرَت على أحاسيسها ومشاعرها، على ذكائها وإبداعها وغرائزها القوانين، وشرائعٌ بالجهل شُرِّعَت، وبالتعَصُّبِ سُخِّرَت خِدمةً لمصالح الذّكَر، فقادتها وسارَت بها نحو قصرٍ ظاهرُه فاخِر والمقصَد من وراء بنائه فاجِر… قصرٌ خزائنُه تملؤها الجواهر… دخَلَتْهُ منذ قرون، ومنذ ذلك اليوم لم تخرج منه… خذَلَت حريتها وكسرَت كبريائها أنظمة الحريات والعدالة إنها المرأة ومن المرآة صيغَت الحروف لتصبح إمرأة.
فالمرأة مرآة في طَبْعها وطِباعها. المرأة هادئة مُسالِمة مثل حقلٍ أخضر، مرجٍ أخضر يختزنُ في تربته بذوراً تنتظر بكل صبرٍ أن ترويها الأيام، الحبيب، القريب، الصديق، الرفيق، الحياة… فتُنبِتُ الحياة منها وتُزهِرُ أشكالاً وإبداعاً وجمالاً فيّاضاً. سمِع الكون تنهيدتَها الحزينة… واشتاقَ لمشاعرها، لأحاسيسها، لحريّتها وذكائها وإبداعها وغرائزها ومرَحها وجنونها وعواطفها، لكنه لم يجِدها. المرأة والكوْن يبحثان عنها… منذ قرونٍ قادَتها الشرائع المُشَرّعة بجهل الذكور… منذ قرونٍ ساقَتها قوانين لم ترى المرأة فيها ومنها سوى الويل والثبور وعظائم الأمور، إلى قصرٍ فاخِر في مَظهَرِه، لكن المقصَد من ورائه فاجِر. سمِعَ الكون تنهيدةً حزينةً اكتَسَت بالزَّفَرات من قلب أنثى مجروحة بعمق، ارتدَت عباراتها ثوب العَبَرات خانَ كرامتها الرجل… تآمَرَت على أحاسيسها ومشاعرها، على ذكائها وإبداعها وغرائزها القوانين، وشرائعٌ بالجهل شُرِّعَت، وبالتعَصُّبِ سُخِّرَت خِدمةً لمصالح الذّكَر، فقادتها وسارَت بها نحو قصرٍ ظاهرُه فاخِر والمقصَد من وراء بنائه فاجِر… قصرٌ خزائنُه تملؤها الجواهر… دخَلَتْهُ منذ قرون، ومنذ ذلك اليوم لم تخرج منه… خذَلَت حريتها وكسرَت كبريائها أنظمة الحريات والعدالة  إنها المرأة ومن المرآة صيغَت الحروف لتصبح إمرأة. فالمرأة مرآة في طَبْعها وطِباعها. المرأة هادئة مُسالِمة مثل حقلٍ أخضر، مرجٍ أخضر يختزنُ في تربته بذوراً تنتظر بكل صبرٍ أن ترويها الأيام، الحبيب، القريب، الصديق، الرفيق، الحياة… فتُنبِتُ الحياة منها وتُزهِرُ أشكالاً وإبداعاً وجمالاً فيّاضاً. سمِع الكون تنهيدتَها الحزينة… واشتاقَ لمشاعرها، لأحاسيسها، لحريّتها وذكائها وإبداعها وغرائزها ومرَحها وجنونها وعواطفها، لكنه لم يجِدها. المرأة والكوْن يبحثان عنها… منذ قرونٍ قادَتها الشرائع المُشَرّعة بجهل الذكور… منذ قرونٍ ساقَتها قوانين لم ترى المرأة فيها ومنها سوى الويل والثبور وعظائم الأمور، إلى قصرٍ فاخِر في مَظهَرِه، لكن المقصَد من ورائه فاجِر. وماذا بقي للمرأة منذُ أن هاجَرَت عنها أحاسيسها ومشاعرها وحريّتها وغرائزها وفِكرها؟ يسألون لماذا لا توجد إمرأة نبيّة يسألون عن سبب نُدرة النساء المستنيرات الحكيمات بعد أن قطع الرجل كلّ جسرٍ بينها وبين نفْسها، بينها وبين وَعْيَها، بينها وبين حَدْسها… لا نزال نملك الجرأة لنسأل حريّة الإنسان، قدرته على التفكير الحرّ والشكّ والنَّقد، أحاسيسه ومشاعره وفِطرته… جميعها جسوره يمشي عليها فيختبر مَمْشاها ويحيا دُنياها … يتابع المسير … يتابع إبحاره حتى يقذفه مَوجها بعيداً عنها، فترسو سفينته على شواطىء سرمدية، عطور نسائمها وردية، والنعمة في واحاتها أبدية.
 قدَر المرء أن يكون لعشق حقيقة ذاته السرمدية أسير، لكن المرأة كانت على مرّ العصور أسيرةً للرجال … لشهواتٍ، لرغبات أفرَزَتها أمراض نفسية ومكبوتات. قضَت المرأة قرون سجّلها التاريخ سطور لا تحوي وليس بمقدروها أن تصوِّر حجم معاناتها وآلامها وحُزنها وشقائها، وهي أسيرة في الحروب… وهي غنيمة يفوز بها المنتصرون… وهي ضحيّة يتقاسمها كالفريسة الغازون… عاشَت المرأة جارية فذاقَت طعم وعرِفَت معنى أن تكون شيئاً من الأشياء… شيئاً من الأشياء وهي سيّدة الصفات الشفافة المُرهَفة الحَسّاسة التي تُقَدِّسُها الأكوان… بيعَت المرأة وتمَ شراؤها في الأسواق، أسواق الرجال… وفي قلبها دمعة خجولة كمطر الخريف… وفي نفْسها مشاعرٌ واحتياجاتٌ ومحبّةٌ وكرامةٌ ماتت كما تموت الطبيعة في الشتاء. دمعتها كانت خجولة لأن الحيرة كانت أرجوحة اعتلاها كيانها، تارةً تميل بها نحو حقّها الكوني في الحياة والمتعة والتفكير والتعبير، فتتألّم لحالها ومصيرها… وتارَّةً تميل بها نحو جزئها الذي سكنَ رجال مجتمعها داخله، فتشكّ أساساً في كوْنها كائنٌ يساوي الرجل وله الحق في جميع أنواع الحياة. وعلى ضفَّتَيّ نهر أنوثتها الصافية الجارية، زُرِعَت أفكار وعقائد وشرائع وقوانين وعادات وتقاليد الرجال، فأحاطَت بها من كل جانب.على ضفَّتَيّ نهر أنوثتها المُنساب مُستسلِماً للجمال ذاهِباً مع إحساسه وذوبانه إلى ما شاءت الحياة أن يذهب، وقف الرجال منذ قرونٍ ولايزالوا لليوم واقفين… رموا ويرمون الحجارة والسموم والإدانة والإحتقار في قلب نهر أنوثتها. لكنهم وضعوا الحجارة والسموم والإدانة والإحتقار داخل عُلَبٍ مكتوبٌ عليها الشرف والأخلاق والطاعة والعيْب. يبُس ذاك الحقل الأخضر داخل النساء… انتُزِعَت منهنّ جناحاتٍ أنثوية هي من الكوْن السرمدي لها هدية كونية… انتُزِعَت من النساء جناحاتٍ من شأنها أن تصل بهنّ لأعلى سماء. حلّ في نفْسها الشتاء… تلبّدَت داخل قلبها السماء… غابت داخل كيانها شمسٌ كان الإشراق بنور الأنثى وصفاتها ومزاياها حُلْمُها، فزارها المساء.في قلب المساء استسلَمَت بعض النساء… أحْنَت رأسها وأغلَقَت نافذة ألمها وحزنها وقرّرت مسايرة الرجل في شهوته ورغبته علّها ترضيه وتكسب موَدّته.
 لكن مرض النفْس خطير…لكن إنقسام النفْس داخلها وحرْبها منذ الصغر مع طبيعتها وفطرتها، يجعل من صاحبها مريضاً يحيا حياته المزيفة بوَجْهَيْن، برَغبتيْن، بحاجَتَيْن، بروايَتَيْن… رواية يرويها صباحاً وظُهراً وعَصراً عن الأخلاق والشرف والعدل والتدين والإلتزام. ورواية لا يرويها مساءً بل ينغمس فيها، يأخذ دوراً من أدوارها ويؤديها… رواية المساء تبوح بعُهرٍ وجواري وزيجاتٍ رغم أنف زوجته، بانفلاتٍ وأشباح جنسية مكبوتة ترقص في الخفاء.داخل الرجل مرضٌ نفسي قديم … زمانه غابرٌ وعتيق. مرضٌ أحَلّ فكره من تصنيف ما يقوم بفِعْله، والتزم بتصنيف وحُكْم وإدانة ما تقوم به المرأة حتى وإن كان فِعلها هو ذات ما يَفْعَلُه.مرضَه هذا أصاب المرأة التي أحنَت رأسها وأغلقَت باب حزنها وتناسَت جُهد المطالبة بمساواتها وحقها وحريتها، فانصاعَت لجميع ما يأمر به شهريار ليلاً حتى تكسب مودّته علّها تُريح نفسها… أصابها بصدمة… لن تكسب مودّته… قد تكسب ماله ودلاله وميوعته وانحلاله، لكن ليس احترامه…جاريته، عشيقته، صاحبته، أسيرته وغنيمته اتّضَح أنها في نظره عاهرته… لكنه لايزال يعترف بأنْ ليس بإمكانه الإستغناء عنها… في كل العصور هو في حاجتها… كشاب هو بحاجتها فللشاب لابدّ من تجارب وعلاقات يمرّ بها وإلا كيف سيصبح فحْلاً ورجُلاً؟ كرجُل هو بحاجة لها… أين سيهرب من زوجته وكثرة طلباتها ؟ ماذا سيفعل ببرودة زوجته الجنسي؟ برودة جنسية هو السبب الأول بها… هو مَن وضَع عادات وتقاليد تُخيفها من جسدها … تجعل جسدها فتنة وعوْرة وعيباً حتى يأثَم الناظِر لها أو مَن يفكر في لَمْسَها… هو من يريدها دون خِبرة، دون علاقة حب أو جنس تسبق علاقته بها … هو من يريدها بلهاء جامدة كالجثة لا روح لها. هو مَن يريدها جاهلة في أمور الجنس ولا معرفة لها، وإلا سيسألها من أين فهِمَت وتعلَّمَت وكيف حدث هذا لها؟ إلا أن جميع هذا حقه ومجاله ولُعبته ومَلعَبه نعم، الرجل مريض ومرضه تدهور لهذا المستوى لن يسمح لزوجته، لأخته، لابنته أن تقف على هذه الأرض… ربما يقتلها لأجل عُلبة وضع فيها حجارة ثم كتب عليها كلمة لا تعني شيئاً، إسمها الشرف… لكنها كلمة تعني لمرضه النّفسي الكثير… كلمة تُريحه حيث تهمس له وتُخبِره بأن امرأته سواء زوجته أو أخته أو ابنته هي مِلكُه، هي مُلكِيّته… جسدها ليس لها بل مُلكاً له. هو يتصرف به وهي تتفرّج دون التدخل به.هكذا أحنَت من يُسميها الرجل بالمُحترمة رأسها ومن جديد أحنَت من يُسمّيها الرجل بالعاهرة رأسها وأغلقَت باب حزنها وألمها ومعاناتها من جديد لا أمل … لا جدوى لن ينظر الرجل للمرأة سوى أنها سِلعة … الشيء يعني السِّلعة والمرأة في نظر الرجل سواء أكانت زوجة، أخت، إبنة، أو عشيقة فهي سِلعة حلّ الضباب داخل النساء … ماتت نفوسِهِن وقلوبهن وذكائهِنّ  كما تموت الطبيعة في الشتاء … تلبَّدَت السماء وكان الرّعد يُزَمجِرُ بحكم الرجل القاسي على المرأة في كل زمانٍ ومكانٍ وأوان … هطلَت أمطار الوجَع … حلّ المساء ولا حدود لإغواء المكر والدهاءوالرجل ماكر… كاد أن يُقنِع المرأة بأنه يحميها ويصونها وعن كلام الناس يُبعِدها، بل قد اقتنَعَت المرأة بهذا الكلامهي الجوهرة الغالية الثمينة التي يُقَدِّر ثمنها ويدفع لهاأو يدفع فيها أموال وأموال حتى يُسلِّمها له وليّ أمرهاكالسلعة تماماًبل وأسوء، تذهب لمَن يدفع لها… لكن مجتمعها الذكوري سمّى هذا الدّنَس بالزواج حتى يُقنعها حتى ولو كنتِ جوهرة الجوهرة سلعة … الجوهرة شيء لا يشعر ولا يحس ولا يرى لا قيمة وجودية تملكها الجوهرة … لا منزلة روحية تنعم بها الجوهرة … لا رسالة بشرية تقدّمها الجوهرة والرجل ماكر… علِم أن المرأة تمنح لمَن تُحبه قلبها وحياتها بإذنها تفرح به فرح الأم بطفلها تفعل له ما يطلبه، فقط محبَّة منها وكرماً فياضاً من قلبها … إذ من حقها الإمتناع عن أيّاً من هذا بأمرٍ من نفسها
 فاستغلّ قداسة نفسها وسمّى فيض محبتها بواجب طاعته وخدمته شوّه فيض المحبة والعطاء بكلمات قاسية جوفاء بدلاً من أن يمتنّ لها ويشكرها ويرتمي في أحضانها ويردّ لها عطائها لأنها تُنعِم عليه بفيْضها بإذنٍ منها لصفاء قلبها، أراد إرضاء مرضه النفسي بأن هذا حقاً له عليها وأن هذا واجبها نظْرته لها لم تتبدّل… لاتزال المرأة سِلعَته سواء كانت عاهرته أم زوجته أم أخته أم إبنتهالسلعة لا تتحدث الشيء لا يتحدث فلا كلامٌ يُسمَع منه، لا يشعر، لا يهوى، لا آراء بداخله يُعَبِّر عنها، لا غرائز طبيعية تلتهب فيه، لا رؤية لحياة يحويها فيُطلق العنان لهاهكذا المرأة في جميع صفاتها وخاناتها التي وضعها لها الرجل وقَوْلَبها داخلها سواء محترمة أم عاهرة (حسب تصنيف الرجل المريض) ستظلّ في نظره شيء المحترمة تكون محترمة في نظره إن كانت مُطيعة… مطيعة لماذا؟ لعادات وشرائع وقوانين وتقاليد هو مَن وضعها، لأجل راحته وإرضاء شهوته وتعزيز أناه وسُلطته مَن تُسمّي نفسها بالمُحترَمة أفكارها محدودة … إختياراتها في حياتها، بموافقته مرهونة … مشاعرها وشغَفها ومحبتها وغرائزها والتعبير عنها، بسمَاحِه لها وبالطريقة التي يرتئيها لها، مَقرونة… وكأنها لا فكر لها ولا وعي لديها ولا ذكاء داخلها تُميِّز من خلاله وتفقه وتقرر وتختار ما يناسبها من طريقة وأسلوب لحياتها، حتى لو عارَضَت مواقفه واختياره وطريقته… في النهاية هذا ليس من شأنه، بل شأنها الزوجة لها النصيب الأكبر في العيش والعطش داخل هذه الصحراء القاحلةالزوجة تحيا كل هذه الحدود والقيود وسط صحراء حياتها الزوجية، إضافة إلى رمال صحراوية تهبّ عاتية قوية تجعلها خجولة غير ديناميكية، غير مُحتَفِلة في حياتها الجنسية. حتى في الأمور العادية … يجلس زوجها وسط العائلة والأصدقاء وقد يتحدث عن إمرأة جميلة صادفها، حتى أنه قد يُظهِر إعجابه بها ويتحدث عن مفاتنها… أما الزوجة فعارٌ أن تتكلم عن رجل صادفَته وربما أعجِبَت به، بهذا الكلام… قد يثور عليها ويضربها وربما يُطلّقها. هو الذّكر لايزال حيّاً على قيد الحياة… لازال بإمكانه أن يُعجَب بإمرأة، أن يُغازِل إمرأة… أما هي فلا… زواجها يعني موْتها… زواجها مَقبَرَتها. صحراء الزوجة مساحتها أكبر من صحراء مَن لم تتزوج بعد… جرداء قاحلة اختفَت معالم الحياة منها. لم يكفي الرجل طوال الدهور، اعتداءً على جسد المرأة معنوياً عِبر إدانته … ومادياً عبر اعتبار جسدها ملكيته يتصرف فيه كما يحلو له وكأنه جسده … لم يكفِه اعتداءً فكرياً عقائدياً عليها … بل مدّ يديه وعبَث بأدق وأرق منطقة في جسدها، فأصرّ على ختانها. قد حرمها من مُتعتها، من لذّتها ومن نشوتها. جسدها من الكون هِبة مقدسة، أحلّ لنفسه أن يعبث بها وبأفكاره يُلوِّثها ويُدَنّسها.جسد المرأة حسّاسإن كل عضو من أعضاء المرأة أيّاً ما كان صغيراً، هو مُفعَم بالرقة، بالشفافية، بالرعشة والإحساسجسد المرأة مصدراً لِعَزْف موسيقى ناعمة أثيريةجسد المرأة أرضاً خضراء بإمكانها استدعاء أرواح من السماء لتسكنها وفي هذا صفة سماوية وقدرة تلقي واستقبال وترحيب غير عادية
جسد المرأة أزهار كلما روَيتها محبة وتقديس وتقدير واحترام، كلما أزهَرَت عطورها وفاحَت كعطور وردة جوريةجسد المرأة هو دعوة السماء للرجل، تدعوه حتى يتعلم فنّ الإحساس والإصغاء والهدوء والفنّ والجمال والإبداعماذا فعل الرجل؟ الختانألهذا الحدّ يخشى الرجل جسد المرأة ويهابه؟ألهذا الحدّ يرتعد الرجل من قدرات المرأة الجنسية ويخشاها؟ ألهذا يحاول دائماً من خلال الختان أو عدم إيصال المرأة للنشوة أو إدانة جسدها، أن يتحاشاها؟هو يخشى جسدها بالقدْر الذي يخشى فيه عقلها وحدسها لأجل هذا من التعليم حرَمَهالأجل هذا لا يسمح لها بالتعبير عن رأيها … انتقاصٌ من سيادته ورجولته أن يأخذ برأيها ويُصغي لحكمتها لأجل هذا استمر في توزيع جُمَل بعد تمسُّكها بتعليمها، تحوي كلام يُقنِعها بأن مصيرها وإن تعلَّمَت منزلها ومطبخهاهو يخشى عواطفها لأنها وإن تدفَّقَت تحوّلت محبّتها إلى عطاء يُضاهي عطاؤه وتضحيات ليس بإمكانه حتى التفكير في تقديمهاألهذا الحد يخشى الرجل المرأة ويهابها؟لابدّ أن الرجال الأوّلين قد كشفوا أسراراً عظيمة عن كيان المرأة، جسدها وقدراتها… أسرار لم يعُد أحد يجرؤ على البوح بسِرّها وليس الجسد والفكر والشعور فقط…بل أخطر من كل هذا…الرجل يخشى استنارة المرأة … يتحاشى روحانية المرأةوها هو بنى مؤسسات روحية دينية منذ آلاف السنين … ها هو حرّف وشرّع شرائع بالملايين … نصوص كُتِبَت ورموز حُرِّفَت … شخصيات دينية حكَمَت … دور عبادة شُيِّدَت … جميع هذا لأجل ماذا؟ إدانة المرأة كمخلوق روحي بإمكانه مساواة الرجل روحياً كما جسدياً وفكرياً وعاطفياً المرأة تدخل دورتها الشهرية، هذا دنسالمرأة تحمَل، هذا يقطع عنها طقوسها الدينيةالمرأة عورة، يجب أن تختبىء وتختفي ولا يراها أحد فالشيطان مُختبىء في جسدها لكن جسد المرأة حوى أسرار طاقة أرضية تصاعدية من الأرض باتجاه السماءطاقة المرأة الروحية أقوى من طاقة الرجل لذا فحدسها أقوى، وإبداعها أكبر، ورقّتها أعمق حاجة المرأة للطقوس الدينية العادية التي يظنّها الرجل تديُّناً، ليست كحاجته فهو الأضعف سماوياًالمرأة هي طاقة الصعودلكن الإنسان ليس بجسدٍ أصلاً ولا علاقة للتدين بحالات الجسد وأحواله وطقوسه وحركاته … التدين هو حالة وجود، هو حال الكيان ومَن كان في وصلٍ بالكيان فهو في وصلٍ مع الوجود لا ينقطع وشاءت الحقيقة الكونية السرمدية أن تترفع عن الكلام فتعجز اللغات عن التعبير عنها، وتمّ استخدام الرموز للإشارة لما لا يمكن الإشارة إليهوأتت قصص الرموز التي تقول بأن المرأة خُلِقَت من آدمبأنها آخر مَن خُلِق في الوجودلكنها رموز لأسرار يتحاشاها ويهرب من مواجهتها الرجاليقول الحكماء والأسياد المستنيرين بأن المرأة لم تُخلَق من آدم بل هذا رمز كوني روحي لأن المرأة أقرب من الرجل لمقام القلب … صفاتها الكونية أشفّ وأرق … صفاتها هي صفات الرجل بعد أن يصبح متأملاً حكيماً … هي آدم بعد أن يُنَقّيه الحب … هي إذاً في مرتبة كونية أصفى من الرجل وأسمى … صفاتها تحمل بذرة المنتهى، منتهى ما قد يصل له الرجل من سموّ وهدوء وسكينة ومحبة قام الرجل بمَحو كل هذاأخفى علوم الكون السرمديةأخفى التعاليم السريةحاول إخفاء دور المرأة في الحضارات الروحية القديمة حيث كانت الحكيمة الإلهة التي تهب الحياةكانت تنسب إسمها لأطفالها والآن ليس باستطاعتها منحهم لا إسمها ولا جنسيتها قام الرجل بإخفاء كل هذاعقائده التي يُسميها دينية جميعها مكتوبة أو مُحَرّفة أو مُفَسّرة بيديه وفكره ورغبته وجشعهحتى نصوص الحكماء سيطر عليها وفسّرها على مقاس رجولته … أخفى بعضها … أظهرَ ما في ظاهِرِه يُناسِب قِصّتهأصبحت المرأة فتنة وشرّ وعورة وجارية ومُعاونة للشيطان … أصبحت كيان ناقص حتى أنه في بعض النصوص المُسماة بالدينية يشار لها على أنها دنَس وعار ويجب حلق شعرها أو ربما إخفاء وجهها المرأةزهرة الوجود الرقيقة الشفافة العطِرة الهادئة التي لا تتوق في حياتها لشيء قدْر توْقها للسكينة والمحبة والأيادي المُحِبّةتحوّلَت شيطاناً وشرّاً وفِتنةً وعدوّاً وشبَحاً مخيفاً على أيدينا وفي نصوصنا وفي تفسيراتنا وآراء فقهائنا ومجتمعاتنا وثقافاتنا وها نحن نرى نتائج أعمالنا دمّرنا الأرض من حولنا طاقة الذكر زادت في ميزان الأكوان … كبَتَت طاقة الأنثى فاختلّ الميزان … بدأت الحروب والشرور والقسوة والظلم والفساد على كل مستوى أمام كل هذا الدمار….سمِعَ الكون تنهيدةً حزينةً اكتَسَت بالزَّفَرات من قلب أنثى مجروحة بعمق، ارتدَت عباراتها ثوب العَبَرات سمَع الكون بعوالمه وأبعاده وتردداته تنهيدة المرأة لكن الرجل لم يسمعها بعد متى سيسمعها؟    

من قلب بشارعبدالله


0 comments:

Post a Comment