الإحتفال عند أوشو

في أي مكان وفي كل مكان

بأيّ طريقة وفي كلّ حال

دَع كل شيء وارقص

أرقص مع النجوم… تمايل مع النسيم

أرقص مع القمر، مع الشمس، مع الأشجار

أرقص فالرقص مُعدٍ… أرقص، سترقص الطبيعة معك

أرقص تحت المطر حين يغسل الشجر 

هل رأيتَ الحكماء بعد أن يكونوا للإستنارة قد وصلوا؟

جميعهم يدخلون الرقصة ولها ينضمّوا

وبعد أن دخلوها لم يبقوا هُم  يرقصوا

هُم اختفوا

لم تبقى سوى الرقصة التي نووا أن يرقصوا 

لن ترقص مع أحد

لا يوجد أحد … ما مِن أحد

لا أنت ولا هُم

لستَ أنت من يرقص مع القمر والشمس والأشجار

رقصتك هي رقصة الوجود من خلالك

أنت ما مِن وجود لك

أنت فنَيْت

ورقصتك بقيَت تراقص السماء على إيقاعها 

السماء ترقص بأكملها

كل موجود يرقص على إيقاعها

للسماء إيقاع، للسماء موسيقاها

وحين تفنى أنت، سوف ترى

بأن الكون احتفال

لا وجود في الوجود سوى لاحتفال 

لكنك بحاجة حتى تفنى وتتلاشى وتختفي

ولسوف ترى بأنه لم يبقى منك شيئاً بعد الآن

حينها ستداعبك وتتحرك كائنات النور من خلالك

اختفى الجسد واتصل بالكون

 

وحالة النشوة هذه، حال الوصل مع الأكوان، يدفعك للرقص

وتعلو الرقصة أعلى وأعلى وأعلى

حتى حين تتوقف عن فعل أيّ شيء

ستستمر رقصة شفافة حنونة لا يكاد يلمحها أحد

رقصة بديعة … رقصة مُستكينة

 

ستعلم بأنك وصلتَ لقمة جبل الروح

ستقف صامتاً هادئاً دون حراك

لكنك سترى الرقصة ترقص من خلالك هناك

سوف ترى رقصة الوجود

ذلك النبض … ذلك الإنسجام

إنها الرقصة الكونية السرمدية

 

وكل شيء سوف يستكين

حينما تختفي أنت داخل أعماق صمت عامودي

سوف ترى رقصة النور

إنها رحلة سهلة على درب النفس الداخلية

حتى تعرف نفْسك

دَع كل شيء وارقُص

دَع الجسد يتحرك حتى تختفي ولا يبقى منك شيء

أرقص متى استطَعْت

في أي مكانٍ ذهَبْت

إجعل الحاضرين يرقصوا معك

فالرقص مُعدٍ، وبإمكانك بثّ ذبذبة الرقص في جميع مَن حولك

 

أنا لا أفعل شيء سوى الرقص في كل مكان أقصده

الرقص حياتي وبوابتي وطريقي وفنّي

دَع كل شيء وارقص، والجميع يعرف كيف يرقص

إنها لغة كونية مشترَكة

لغة تحادِث طاقتك، الكونداليني خاصّتك حتى تحرّكها وتوقظها وتجعلها تنهض وترفع رأسها وتصعد أعلى وأعلى

شاهِد وصول طاقتك قمّتها، والسر الوحيد حين تتوقف

توقّف فجأة وراقِب، شاهِد نبض الصمت هذا

 

والرقص مجرد قشرة خارجية، الزوبعة الخارجية

أما الداخل فهدوء وصفاء أصفى من الماء

هذا الداخل هو مركز الألوهية، أنت وجدْتَ المركز الذي تلتقي عنده الأكوان

وهذا سرّ أهمية الهدوء والصمت الداخلي

أرقص، أرقص، أرقص، ثم توقف

وابحَث عن مركز التقاء الأكوان

الأمر يشبه الدوران 

حينما تدور وتدور وتدور

جسدك بأكمله يتحرك نحو الخارج

مهرولاً في كافة الإتجاهات، مُندفعاً بعيداً عن المركز

وهذا الإندفاع والقوة الطاردة تغدو عميقة وأعمق وأعمق داخل الأرض

وترفعك أعلى وأعلى وأعلى في السماء

رقصتك تأخذك خارجاً وخارجاً وخارجاً

ومركز الجاذبية يأخذك داخلاً داخلاً داخلاً

هذا هو الدوران

وكيف تجد مركز التقاء الأكوان؟

إن قوة الزوبعة ليست من الخارج

فلو كانت كذلك لفقدَت طاقتها سريعاً

إنما قوة الزوبعة هو مركزها العامودي الصامت

إنه يعمل عكس الجاذبية … إنه قوة مضادة

والقوة المضادة تدفع الجسد الخارجي

ولا شيء يوقفها

إنها تصبح أكبر وأكبر وأكبر

ولأجل إيقاف الزوبعة لابدّ من وَقفة

عندها تفقد الزوبعة حدّتها 

وهكذا الرقص تماماً

ترقص وترقص وترقص في حالة من اللاعقل

لا تُدخِل العقل لأجل أن لا تفقد الرقصة حدّتها

لا تفتح العينين لأجل أن لا تفقد الرقصة حدّتها

أبقِ العينين مغمضتين وتابع تابع تابع

ستصبح الزوبعة قوية أكثر وأكثر

هكذا استنار الرومي

أخذ يدور ويدور ويدور

فنى واختفى والزوبعة بداخله أيقَظَته

فقد دخل في بُعْد جديد

لا عقل لا أنا لا فكر 

وصل نحو أعلى قمة ممكنة

وصل إلى باب النشوة ثم عانق الأرض

هكذا أصبح مستنيراً 

أرقص رقصتك لأجل أن تعرف الله

لا يوجد طريق سوى أن ترقص دربك نحو الله

الله يعشق الرقص

الله لغته الصمت

قوّته السلام والهدوء

قوّته الصمت

أرقص وارقص وارقص

دَع كل شيء وارقص

سوامي راجنيش

ترجمة من قلب بشارعبدالله

---

Categories: احتفال